نسيم الاحبة
ونحن على مشارف أبواب القصر, كانت تراودنا أشواق مكتنزة داخل الفؤاد الذي يعج بالحنين نحو الماضي البعيد الذي نرسم له من فيافي الذكريات أجمل الصور ,لم نكن لنواصل المسير نحو هذه الربوع لولا تلك الجرعات الحيوية التي تحيي في داخلنا هوس الشوق واللقاء , لنترك الأحزان جانبا علنا نستطيع أن نعيش لحظات قصيرة عصير أفراح افتقدناه طوال السنة التي لم نحفظ من ذكراها إلا ومضات قليلة,
لعل مايثير انتباه الزائر لهده الربوع هو الكثافة الهائلة للأشجار التي افتقدت لبريقها الاخاد لتوالي سنوات الجفاف التي حولت المنطقة بكل أصنافها إلى فيافي مقفرة, حيت بات من الصعوبة بمكان إيجاد واحات خضراء تعيد الأذهان لسنوات الستينات التي شكلت استثناء حول وجه المكان إلى رياض صاحت له العقول لكن شتان بين الأمس البعيد واليوم, شعور يراودك وأنت تضع أول أقدامك على ثرى عتبات المكان وفي وداع لتلك الأسراب الجافة من النخيل, والتي ترسل آخر همسات الوداع بانين المكان وغدر الزمان لتستقبلك التلال من الرمال الذهبية التي تكسر ذاك الصمت الرهيب الذي يخيم على الواحات من خلال مناظره الخلابة والتي تضفي على القصر رونقا اخادا تسحر له العيون الناظرة, إنها البلاد التي تغنى أهلها وهلل بلغة الترحاب المنبعث من أعماق التاريخ التلبد والتي استطاعت أن تحتل مكانة في مذكرات الكتاب ودواوين الشعراء لتحفظ به ذاكرة الأيام موشوما على صفحات ظلت ترسخ دائما عمق الحضارة التي ميزة هده المعلمة من خلال مجموعة من الانجازات ,منها من ظل قائما إلى اليوم ومنها من تهاوى مع مر الزمان والآباد لا يتصور الشعور الذي ينتابك وأنت تتوغل بالذاكرة نحو تلك الأزمنة السحيقة عبر بوابات الاثارالمنقوشة ,والمآثر التاريخية ,والروايات الشفوية, كل يجعلك تواصل المسير نحو اكتشافات جديدة تدعم بها ماتحصل عليه الاسبقون في هدا الميدان من اجل تدعيم الثقافة الإنسانية واغنائها.